لهم شرٌّ من الحمير. قال: فسمعها رجل من المسلمين فقال: والله، إن ما يقول محمد لحق، ولأنت أشر من الحمار. قال: فسعى بها الرجل إلى نبي الله [١]، ﷺ، فأخبره، فأرسل إلى الرجل فدعاه، فقال:"ما حملك على الذي قلت؟ " فجعل يلتعن ويحلف بالله ما قال ذلك، وجعل الرجل المسلم يقول: اللهم صَدِّقِ الصادق وكَذِّب الكاذب، فأنزل الله ﷿: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ﴾.
وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا﴾. أي: ألم يتحققوا ويعلموا أنه من حاد الله ﷿، أي: شاقه وحاربه وخالفه، وكان في حد والله ورسوله في حد ﴿فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا﴾ أي: مهانًا معذبًا و [٢] ﴿ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ﴾ أي: وهذا هو الذل العظيم، والشقاء الكبير.