يقول تعالى موبخًا للذين تخلفوا عن النبي، ﷺ، في غزوة تبوك، وقعدوا عن النبي، ﷺ، بعد ما استأذنوه في ذلك، مظهرين أنهم ذوو أعذار ولم يكونوا كذلك فقال: ﴿لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا﴾ قال ابن عباس: غنيمة قريبة ﴿وَسَفَرًا قَاصِدًا﴾ أي: قريبًا أيضًا ﴿لَاتَّبَعُوكَ﴾ أي: لكانوا جاءوا معك لذلك [١]- ﴿وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ﴾ أي: المسافة إلى الشام ﴿وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ﴾ أي: لكم إذا رجعتم إليهم ﴿لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ﴾ أي: لو لم تكن [٢] لنا أعذار لخرجنا معكم [٣]. قال الله تعالى: ﴿يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾.
قال ابن أبي حاتم (١١٤): حدّثنا أبي، حدثنا أبو حصين [][٤] بن سليمان الرازي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن عون قال: هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا؟ بدأ بالعفو قبل المعاتبة فقال: ﴿عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ﴾.
= ورواه أبو يعلي حديث ٣٧٦٥ - (٦/ ٤٠٦). و ٣٨٧٩ - (٦/ ٤٧١). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٥/ ٣٠٥) وقال: رواه أحمد وأبو يعلي ورجالهما رجال الصحيح. (١١٤) - التفسير (٦/ ١٠٠٧٥).