من أراد أن يقرأ صحيفة رسول الله ﷺ التي عليها خاتمه فليقرأ هؤلاء الآيات: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ إلى قوله: ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾.
وقال الحاكم في مستدركه (٣١٩): حدثنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو، حدثنا عبد الصمد بن الفضل، حدثنا مالك بن إسماعيل النهدي، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، قال: سمعت ابن عباس يقول: في الأنعام آيات محكمات هنّ أم الكتاب؛ ثم قرأ: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ﴾ الآيات.
ثم قال الحاكم [١]: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه.
قلت: ورواه زهير وقيس بن الربيع كلاهما، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس به، والله [٢] أعلم.
وروى الحاكم أيضًا في مستدركه (٣٢٠)[٣]: من حديث يزيد بن هارون، عن سفيان بن
(٣١٩) - " المستدرك" (٢/ ٣١٧، ٣١٨) وصحح إسناده ووافقه الذهبي، كذا قالا، وعبد الله بن خليفة لم يوثقه غير ابن حبان "الثقات" (٥/ ٢٨)، وقال الذهبي نفسه في "الميزان": "لا يعرف"، وفي "التقريب" مقبول، لكنه توبع تابعه عبد الله بن قيس أخرجه ابن أبي حاتم (٢/ ٣١٦٨) من طريق قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عنه به - غير أنه ورد فيه "عبد الله بن فلان" بدلًا من "عبد الله بن قيس" - وأخرجه ابن أبي حاتم (٥/ ٨٠٥٧) والحاكم أيضًا (٢/ ٢٨٨) من طريق على بن صالح بن حُييّ، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن قيس به، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي لكن إسرائيل اثبت في جده أبي إسحاق من غيره، والأثر زاد نسبته السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ٦) من هذه الطريق إلى سعيد بن منصور وابن مردويه. وله طريق أخرى عن ابن عباس عند ابن جرير (٦/ ٦٥٧٣)، وابن أبي حاتم (٢/ ٣١٦٩) لكن في إسناده جهالة، وأما رواية زهير عن أبي إسحاق التي أشار إليها المصنف، فلم أهتد إليها ولعلها عند سعيد بن منصور أو ابن مردويه من هذه الطريق، والله تعالى أعلم. (٣٢٠) - إسناده ضعيف، "المستدرك" (٢/ ٣١٨) ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا محمد بن مسلمة الواسطي، ثنا يزيد بن هارون به، ومحمد بن مسلمة هذا ضعيف [انظر "لسان الميزان" (٥/ ٨١٨٥)]، لكن تابعه أحمد بن سنان الواسطي، أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ٨٠٧٧) - وسيذكره المصنف من هذه الطريق هنا برقم (٣٥٥) - ومع هذا فإن الإسناد ضعيف أيضًا لضعف سفيان بن حسين هذا في الزهري، قاله أحمد، وابن معين، والنسائي، وابن عدي، وابن حبان وغيرهم، حتى قال ابن حجر في "التقريب": "ثقة في غير الزهري باتفاقهم" وقد رواه أصحاب الزهري عنه بغير هذا اللفظ انظر الآتي. =