عبد الرحمن بن إبراهيم، حدَّثنا محمد بن شعيب، عن الحسن بن أيوب، عن عبد الله بن ناسج، عن عتبة بن عبد السلمي، قال: قال النبي ﷺ لأصحابه: "ألا تقاتلون؟ " قالوا: نعم، ولا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ] [١]﴾، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون.
وكان ممن أجاب [٢] يومئذٍ المقدادُ بن عمرو الكندي ﵁، كما قال الإِمام أحمد (٣٠٣):
حدَّثنا وكيع، حدَّثنا سفيان، عن مخارق بن عبد الله [][٣] الأحمسي، عن طارق - هو ابن شهاب - أن المقداد قال لرسول الله ﷺ يوم بدر: يا رسول الله، إنا لا نقول لك كما قالت بنو [٤] إسرائيل لموسى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا معكما [٥] مقاتلون.
هكذا رواه أحمد من هذا الوجه، وقد رواه من طريق أخرى، فقال (٣٠٤):
حدَّثنا أسود بن عامر، حدَّثنا إسرائيل، عن مخارق، عن طارق بن شهاب، قال: قال عبد الله [هو][٦] ابن مسعود ﵁: لقد [٧] شهدت من المقداد مشهدًا؛ لأن أكون أنا
= من أصحابه بسهم، فقال رسول الله ﷺ: "أوجب هذا" وقالوا حين أمرهم بالقتال … الحديث. وقد خرج أحمد (٤/ ١٨٤)، والطبرانى (١٧/ ١٢٣) (٣٠٥) هذه الزِّيادة فحسب دون بقية الحديث. والحديث ذكره السيوطى فى "الدر المنثور" (٤٨٠/ ٢) وعزاه لأحمد وابن مردويه فحسب. والحديث حسن إسناده الهيثمى فى "مجمع الزوائد" (٥/ ٢٧٣)، وفى (٧/ ١٧). (٣٠٣) - رواه فى مسنده (٤/ ٣١٤) وذكره السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٤٨٠) وعزاه لأحمد، وسيأتى فى الذى بعده من طريق طارق بن شهاب عن ابن مسعود. (٣٠٤) - رواه فى مسنده (١/ ٣٨٩)، ورواه أيضًا فى (١/ ٣٨٩، ٤٢٨، ٤٥٧) والبخارى فى المغازى، باب قول الله تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ … ﴾ الحديث (٣٩٥٢)، وفى التفسير، باب قوله: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ الحديث (٤٦٠٩)، والنسائى فى الكبرى كتاب التفسير، باب قوله تعالى: ﴿قَالُوا يَامُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا .... ﴾ الآية، الحديث (١١١٤٠) من طرق عن مخارق له.