ويجوز أنْ يكون المعنى: نتلوها بالمعنى الحق؛ لأن معنى المَتْلُوِّ حقٌّ.
{وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ} فيعاقبهم بلا جُرْمٍ. (قاله)(٣) ابنُ عبَّاس. وقال أبو إسحاق (٤): أعلم الله جل وعزَّ أنَّهُ (٥) يُعذِّبُ مَن يُعذِّبُهُ باستحقاقٍ.
[وحَسُنَ](٦) ههنا نفيُ إرادةِ الظلم للعالمين؛ لأن ذِكْرَ العقوبةِ قد تقدم، فبيَّنَ أنَّه لا يُعاقِب أحدًا (٧) ظالمًا إيَّاهُ.
فإنْ قيل: أليس لو فعل ذلك، لم يكن ظالمًا عندكم؟ فلِمَ (٨) قال: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ}[غافر: ٣١]؟ ولو أراده لم يكن ظُلمًا؟ (٩).
قلنا: سمَّاه ظلمًا؛ لأنه في سورة الظُّلْم (١٠)، ولو عَذَّبَ غير (١١)
(١) لم أقف على مصدر قوله. واختاره المؤلف في تفسيره (الوجيز) (المطبوع بهامش (مراح لبيد): ١/ ١١٣). (٢) في (ب): (بيانها). (٣) من (أ)، وفي باقي النسخ: (قال). (٤) في "معاني القرآن" له: ١/ ٤٥٥. نقله عنه بمعناه (٥) في (ج): (أنَّ). (٦) ما بين المعقوفين زيادة من (ج). (٧) في (أ)، (ب): أحد. والمثبت من: (ج). وهي أليق بالعبارة -هنا- وأوجه. (٨) في (ج): فلما. (٩) في (ب): (ظالمًا). (١٠) انظر حول هذا الموضوع: "شرح العقيدة الطحاوية" ٤٥٣ - ٤٥٥. (١١) في (ج): (غيره).