فقوله:{بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ}، أي: هم على غير صفة الكافرين؛ لأنهم إخوان متوالون (١)، وهذا كقوله:{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ}[التوبة: ٦٧]؛ أي: بعضهم يُلابس (٢) بعضاً، ويوالي بعضاً وليس المعنى: على النسل والولادة، [لأنه قد يكون من نَسْلِ](٣) المنافقِ مُؤمنٌ، ومِنْ نَسْلِ المؤمنِ مُنافقٌ. قال عُبَيْد الرَّاعي (٤):
فَقلتُ ما أنا مِمَّن لا يُواصِلُنِي ... ولا ثَوائِيَ (٥) إلا رَيْثَ أحْتَمِلُ (٦).
أي: لا [أُلابس مَنْ لا](٧) يواصلني، ولا أُواليهِ.
والعرب تقول:(هو مِنْ بني فلان)؛ إذا كان يواليهم ويُلابسهم، وإن
(١) في (ب): (لما يتوالون)، بدلًا من إخوان متوالون. (٢) أي: يخالط، وقد سبق بيانها. (٣) ما بين المعقوفين غير مقروء في: (أ)، والمثبت من بقية النسخ. (٤) هو: أبو جندل، عبيد بن حُصين بن معاوية النُّمَيْري، تقدم ٢/ ٣١٨. انظر: "طبقات فحول الشعراء" ٢/ ٥٠٢، "الشعر والشعراء" ص ٢٦٥، "شرح شواهد المغني" ١/ ٣٣٦. (٥) في (ب): (رأي). (أ)، (ج) ثواي. والمثبت من: الديوان، ومصادر البيت. (٦) الييت في: "ديوانه" ١٩٧. وقد ورد منسوبًا له في "الحجة" للفارسي ١/ ١٧٣، إلا أنه لم يجزم بنسبته إليه، بل قال: (أظنه الراعي). و"أساس البلاغة" ١/ ٣٨٨، و"المقاصد النحوية" للعيني ٢/ ٣٣٦. وورد في "المقاصد النحوية" (يوافقني) بدلًا من: (يواصلني)، وورد في "أساس البلاغة" (وما) بدلًا من: (ولا). وورد في الديوان، وبقية المصادر: (أرتحل) بدلًا من: (أحتمل). (٧) ما بين المعقوفين غير مقروء في: (أ)، وفي (ب): (أنا ممن لا)، والمثبت من: (ج)، (د)، لأنها أقرب لما ذكره المؤلف من قبل.