قرأ ابن عباس-وروى ذلك أيضا عن الضحاك-: «بعاد أرمّ ذات العماد»(١).
وروى أيضا عن الضحاك:«بعاد أرم ذات العماد»، الألف مفتوحة، والراء ساكنة (٢).
وروى عن ابن الزبير:«بعاد أرم ذات العماد».
وروى عن ابن الزبير أيضا:«بعاد إرم ذات العماد»، بكسر الميم (٣).
قال أبو الفتح: أما «أرمّ ذات العماد» فجعلها رميما، رمّت هى واسترمّت، وأرمّها غيرها، ورمّ العظم يرمّ رمّا ورميما: إذا بلى، ونخر. قال (٤):
والنّيب إن تعرمنّى رمّة خلقا … بعد الممات فإنّى كنت أثّئر (٥)
وأما «أرم» فتخفيف أرم المروية عن ابن الزبير.
وأما «بعاد إرم ذات العماد» فأضاف «عاد» إلى «إرم»، المدينة التى يقال لها: ذات
(١) وقراءة شهر بن حوشب. انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٧٣، البحر المحيط ٤٦٩/ ٨، الكشاف ٢٥٠/ ٤، مجمع البيان ٤٨٢/ ١٠، القرطبى ٤٤/ ٢٠،٤٥ الرازى ١٦٧/ ٣١). (٢) انظر: (الكشاف ٢٥٠/ ٤، البحر المحيط ٤٦٩/ ٨). (٣) انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٧٣، البحر المحيط ٤٦٩/ ٨، الكشاف ٢٥٠/ ٤، الرازى ١٦٧/ ٣١). (٤) من قول لبيد فى قصيدته التى مطلعها: راح القطين بهجر بعدما ابتكروا فما تواصله سلمى وما تذر انظر: (ديوانه ٥٥). (٥) انظر: (ديوانه ٥٧). النيب: الإبل المسنة، الرمة: العظام البالية، تعرم: تلم وتأتى، أثئر: أخذ بالثأر. والمعنى: إذا كانت الإبل تجئ إلى قبرى لتأكل عظامى «والإبل تأكل العظام» فلا عجب فى ذلك، فإنى كنت أعقرها فى حياتى، آخذ ثأرى منها مقدما.