قال أبو الفتح: هذا أضعف اللغتين، أعنى إثبات الألف فى «ما» الاستفهامية إذا دخل عليها حرف جرّ. وروينا عن قطرب لحسّان (٢):
على ما قام يشتمنى لئيم … كخنزير تمرّغ فى دمان
فأثبت الألف مع حرف جر.
***
{وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ}(١٤)
ومن ذلك قراءة ابن الزبير وابن عباس والفضل بن عباس وعبد الله بن يزيد وقتادة:«وأنزلنا بالمعصرات»(٣).
قال أبو الفتح: إذا أنزل منها فقد أنزل بها، كقولهم: أعطيته من يدى درهما، وبيدى درهما، المعنى واحد، وليست «من» ها هنا مثلها فى قولهم: أعطيته من الدراهم؛ لأن هذا معناه بعضها، وليس يريد أن الدرهم بعض اليد، لكن معنى «من» هنا ابتداء الغاية، أى كان ابتداء العطية من يده، وليس معناه: أعطاه بعض يده.
***
(١) وقراءة ابن مسعود. انظر: (البحر المحيط ٤١٠/ ٨، الرازى ٣١/ ٢، مجمع البيان ٤٢٠/ ١٠، الكشاف ٢٠٦/ ٤). (٢) قال فى شرح شواهد الشافية ٢٢٤/ ٤ وصواب العجز: «كخنزير تمرغ فى رماد». لأن القافية دالية، وهو من أبيات لحسان بن ثابت. (٣) وقراءة عكرمة. انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٦٨، البحر المحيط ٤٠١/ ٨،٤١٢، الكشاف ٢٠٧/ ٤، القرطبى ١٧٤/ ١٩، الرازى ٨/ ٣١، مجمع البيان ٤٢٠/ ١٠).