قال أبو الفتح:«تعزروه»، أى: تمنعوه، أو تمنعوا دينه وشريعته، فهو كقوله تعالى:{إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ}(٢)، أى: إن تنصروا دينه وشريعته، فهو على حذف المضاف.
وأما {تُعَزِّرُوهُ،} بالتشديد، فتمنعوا منه بالسيف، فيما ذكر الكلبىّ. وعزّرت فلانا، أى: فخّمت أمره. قالوا: ومنه عزرة: اسم الرجل، ومنه عندى قولهم: التّعزير، للضرب دون الحد، وذلك أنه لم يبلغ به ذل الحد الكامل وكأنه محاسنة له ومباقاة فيه.
قال أبو حاتم قرأ:«يعزّزوه»، بزايين-اليمانى (٣)، أى: يجعلوه عزيزا.
***
{إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ}(١٠)
ومن ذلك قراءة تمام بن عباس بن عبد المطلب:«إنّما يبايعون لله»(٤).
قال أبو الفتح: هو على حذف المفعول؛ لدلالة ما قبله عليه، فكأنه قال: إن الذين يبايعونك إنما يبايعونك لله، فحذف المفعول الثانى؛ لقربه من الأول، وأنه أيضا بلفظه وعلى وضعه. وهذا المعنى هو راجع إلى معنى القراءة العامة:{إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ،} أى:
(١) انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٤٢، الكشاف ٥٤٣/ ٣، البحر المحيط ٩١/ ٨، مجمع البيان ١١٢/ ٩). (٢) سورة محمد الآية (٢). (٣) وردت فى البحر المحيط ٩١/ ٨، الكشاف ٥٤٣/ ٣: «وتعززوه» وهى قراءة اليمانى، وعبد الله بن عباس. (٤) انظر: (الكشاف ٥٤٣/ ٣، البحر المحيط ٩١/ ٨).