قرأ عكرمة:«المزمّل»(١)، و «المدثّر»(٢)، خفيفة الزاى، والدال، مشددة الميم، والثاء.
قال أبو الفتح: هذا على حذف المفعول، يريد: يا أيها المزمّل نفسه، والمدثّر نفسه؛ فحذفه فيهما جميعا. وحذف المفعول كثير، وفصيح، وعذب. ولا يركبه إلاّ من قوى طبعه، وعذب وضعه. قال الله سبحانه:«وأتيت من كل شئ»(٣)، أى: أتيت من كل شئ شيئا، وأنشدنا أبو علىّ للحطيئة:
منعّمة تصون إليك منها … كصونك من رداء شرعبىّ (٤)
أى: تصون حديثها وتخزنه، كقول الشّنفرى:
كأنّ لها فى الأرض نسيا تقصّه … على أمّها وإن تخاطبك تبلت (٥)
***
{قُمِ اللَّيْلَ}(٢)
ومن ذلك قراءة أبى السّمال:«قم الليل»(٦).
&
(١) انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٦٣، البحر المحيط ٣٦٠/ ٨، مجمع البيان ٣٧٥/ ١٠، الرازى ١٧١/ ٣٠، العكبرى ١٤٥/ ٢). (٢) انظر: نفس المراجع السابقة. (٣) سورة النمل الآية (٢٣). (٤) سبق الاستشهاد به. (٥) سبق الاستشهاد به. (٦) انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٦٤، القرطبى ٣٣/ ١٩، الرازى ١٧٢/ ٣٠، البحر المحيط ٣٦٠، مجمع البيان ٣٦٠/ ٨).