قال أبو الفتح: هذا يجرى مجرى الموافقة على إسقاط العذر ورفع التّشاكّ، أى: قد كان انشقاق القمر متوقعا دلالة على قرب الساعة، فإذا كان قد انشق-وانشقاقه من أشراطها، وأحد أدلة قربها-فقد توكد الأمر فى قرب وقوعها؛ وذلك أن «قد» إنما هى جواب وقوع أمر كان متوقعا، يقول القائل: انظر أقام زيد؟ وهل قام زيد؟ وأرجو ألاّ يتأخر زيد، فيقول المجيب: قد قام، أى: قد وقع ما كان متوقعا.
***
{وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ}(٣)
ومن ذلك قراءة أبى جعفر يزيد:«وكلّ أمر مستقرّ»(٢).
قال أبو الفتح: رفعه عندى عطف على الساعة، أى: اقتربت الساعة وكلّ أمر، أى: قد اقترب استقرار الأمور فى يوم القيامة، من حصول أهل الجنة فى الجنة، وحصول أهل النار فى النار. هذا وجه رفعه، والله أعلم.
***
{إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ}(٦)
ومن ذلك قراءة مجاهد والجحدرى وأبى قلابة:«إلى شئ نكر»(٣).
&
(١) انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٤٨، القرطبى ١٢٥/ ١٧، مجمع البيان ١٨٤/ ٩، البحر المحيط ١٧٣/ ٨). (٢) انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٤٨، الإتحاف ٤٠٤، تحبير التيسير ١٨٢، الكشاف ٣٦/ ٤، النشر ٣٨٠/ ٢ البحر المحيط ١٧٤/ ٨، التبيان ٤٤٠/ ٩). (٣) وقراءة قتادة، وزيد بن على. انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٤٨، القرطبى ١٢٩/ ١٧، البحر المحيط ١٧٥/ ٨، العكبرى ١٣٤/ ٢).