قال أبو الفتح: هذه القراءة أقيس من قراءته الأخرى التى هى قول الله عز وجل: «جزّ مقسوم»(٢)، بتشديد الزاى؛ وذلك أنه هنا خفف لا غير. فحذف الهمزة وألقى حركتها على الفاء قبلها. كقولك فى مسألة: مسلة. وفى يلؤم: يلم، وفى يزئر: يزر. فكان قياس هذا أن يقول:«جز مقسوم»، إلا أنه سلك فى كل من القراءتين طريقا إحداهما أقوى من الأخرى.
***
{بِشِقِّ الْأَنْفُسِ}(٧)
ومن ذلك قراءة أبى جعفر وعمرو بن ميمون وابن أرقم، ورويت عن أبى عمرو:«بشقّ الأنفس»(٣). بفتح الشين.
قال أبو الفتح: الشّق، بفتح الشين بمعنى الشّق بكسرها وكلاهما المشقة، قرأت على أبى علىّ فى نوادر أبى زيد لعمرو بن ملقط، وهو جاهلى:
الخيل قد تجشم أربابها الشّ … قّ وقد تعتسف الراوية (٤)
(١) وقراءة زيد بن على. انظر: (الكشاف ٤٠١/ ٢، الرازى ٢٢٧/ ١٩، البحر المحيط ٤٧٥/ ٥، العكبرى ٤٣/ ٢). (٢) سورة الحجر الآية (٢٤)، وسبق الإشارة إليها. (٣) وقراءة نافع (فى رواية غير رواية السبعة) واليزيدى، ومجاهد، والأعرج. وانظر: (القرطبى ٧٢/ ١٠، البحر المحيط ٤٧٦/ ٥، الفراء ٩٧/ ٢، النشر ٣٠٢/ ٢ الطبرى ٥٦/ ١٤، الكشاف ٤٠١/ ٢، الإتحاف ٢٧٧، العكبرى ٤٣/ ٢، التبيان ٣٦٢/ ٦، مجمع البيان ٣٤٩/ ٦). (٤) انظر: (لسان العرب «شق»، البحر المحيط ٤٧٦/ ٥).