قرأ «كبرت كلمة» رفعا (١) يحيى بن يعمر والحسن وابن محيصن وابن أبى إسحاق والثّقفى والأعرج-بخلاف-وعمرو بن عبيد.
قال أبو الفتح: أخلص الفعل «لكلمة» هذه الظاهرة، فرفعها، وسمّى قولهم:{اِتَّخَذَ اللهُ وَلَداً} -كما سمّوا القصيدة وإن كانت مائة بيت- «كلمة». وهذا كوضعهم الاسم الواحد على جنسه، كقولهم: أهلك الناس الدرهم والدينار، وذهب الناس بالشاة والبعير.
ولله فصاحة الحجّاج، وكثرة قوله على منبره: يأيها الرجل، وكلّكم ذلك الرجل! ألا تراه لما أشفق أن يظن به أنه يريد رجلا واحدا بعينه قال: وكلكم ذلك الرجل؟.
***
{بِوَرِقِكُمْ}(١٩)
ومن ذلك قراءة أبى رجاء:«بورقكم»، (٢) مكسورة الواو، مدغمة.
قال أبو الفتح: هذا ونحوه عند أصحابنا مخفى غير مدغم، لكنه أخفى كسرة القاف، فظنها القراء مدغمة. ومعاذ الله لو كانت مدغمة لوجب نقل كسرة القاف إلى
(١) وقراءة ابن كثير، ومجاهد. انظر: (الفراء ١٣٤/ ٢، الكشاف ٤٧٢/ ٢، الأخفش ٣٩٣/ ٢، الإتحاف ٢٨٨، النحاس ٢٦٦/ ٢، البحر المحيط ٩٧/ ٦، الطبرى ١٢٩/ ١٥، القرطبى ٣٥٣/ ١٠، التبيان ٧/ ٧، مجمع البيان ٤٤٨/ ٦). (٢) وقراءة إسماعيل، وابن محيصن. انظر: (الكشاف ٤٧٦/ ٢، الرازى ١٠٣/ ٢١، البحر المحيط ١١٠/ ٦، مجمع البيان ٤٥٧/ ٦).