قرأ:«من كلّ امرئ سلام»(١) -ابن عباس وعكرمة والكلبى.
قال أبو الفتح: أنكر أبو حاتم هذه القراءة، على أنه حكى عن ابن عباس أنه قال: يعنى الملائكة، قال: ولا أدرى ما هذا المذهب؟ قال: وإنما هو: «تنزّل الملائكة فيها كلّ أمر»، كقوله تعالى:{فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}(٢). و «من كلّ أمر» فتم كلام، فقال:«سلام»، أى: هى سلام إلى أن يطلع الفجر.
وقال قطرب: معناه هى سلام لكل أمر وامرئ، ويلزم على قول قطرب أن يقال: فكيف جاز أن يقدّم معمول المصدر الذى هو «سلام» عليه وقد عرفنا امتناع جواز تقديم صلة الموصول أو شئ منها عليه؟.
والجواب أن «سلاما» فى الأصل-لعمرى-مصدر، فأما هنا فإنما فهو موضوع موضع اسم الفاعل الذى هو سالمة، أو المفعول الذى هو مسلّمة، فكأنه قال: من كل امرئ سالمة هى، أو مسلّمة هى، أى: سالمة، فهذا طريق هذا.