قال أبو الفتح: القرّة المصدر، وكان قياسه ألاّ يجمع؛ لأن المصدر اسم جنس، والأجناس أبعد شئ عن الجمعية لاستحالة المعنى فى ذلك، لكن جعلت القرّة هنا نوعا، فجاز جمعها، كما تقول: نحن فى أشغال، وبيننا حروب، وهناك أحزان وأمراض. وحسّن لفظ الجمع هنا أيضا إضافة «القرّات» إلى لفظ الجماعة، أعنى «الأعين». فقولنا إذا: أشغال القوم أشبه لفظا من أشغال زيد، وكلاهما صحيح، غير أن فيه ما ذكرته. وليس ينبغى أن يحتقر فى هذه اللغة الشريفة تجانس الألفاظ؛ فإن أكثرها دائر عليه فى أكثر الوقت.