الدال بعدها، إلا أنه فتحت اللام؛ لأن فى ذلك إزالة لالتقاء الساكنين، وعدولا إلى الفتحة لخفتها، كما روينا عن قطرب: أن منهم من يقول: «قُمِ اللَّيْلَ»(١)، وبع الثوب.
وأما «بل آدرك» فإن «بل» استئناف، وما بعدها استفهام، كما تقول: أزيد عندك؟ بل أجعفر عندك؟ تركا للأول إلى غيره، لا تراجعا عنه، لكن للانتحاء من بعده على غيره. وأما «بلى» فكأنه جواب، وذلك أنه لما قال:{قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ} فكأن قائلا قال: ما الأمر كذلك، فقيل له:«بلى»، ثم استؤنف فقيل:«آدرك علمهم فى الآخرة».
وأما «بل ادّرك» فلا سؤال مع كسر اللام؛ لسكونها، وسكون الدال بعدها.
وأما «بل تدارك» فإنه أصل قراءة، من قرأ:«ادّارك»؛ وذلك أنه فى الأصل تدارك، ثم آثر إدغام التاء فى الدال؛ لأنها أختها فى المخرج، فقلبها إلى لفظها، وأسكنها، وأدغمها فيها، واحتاج إلى ألف الوصل؛ لسكون الدال بعدها، ومثله:{قالُوا اِطَّيَّرْنا بِكَ}(*١) و {فَادّارَأْتُمْ فِيها}(٢).
***
{رَدِفَ لَكُمْ}(٧٢)
ومن ذلك قراءة الأعرج:«ردف لكم»(٣)، بفتح الدال.
قال أبو الفتح: من قال «ردف» فهو فى وزن تبع، ومن قال:«ردف» فهو بمنزلة تلا، وشفع، والكسر أفصح، وهو أكثر اللغة.
***
{تُكِنُّ صُدُورُهُمْ}(٧٤)
ومن ذلك قراءة ابن السّميفع وابن محيصن:«تكنّ صدورهم»(٤) بفتح التاء، وضم الكاف.
(١) سورة المزمل الآية (٢)، فى قراءة. (*١) سورة النمل الآية (٤٧). (٢) سورة البقرة الآية (٧٢). (٣) انظر: (الكشاف ١٥٨/ ٣، العكبرى ٩٥/ ٢، الرازى ٢١٤/ ٢٤، البحر المحيط ٩٥/ ٧). (٤) وقراءة حميد، واليمانى. انظر: (مختصر شواذ القراءات ١١٠، الإتحاف ٣٣٩، القرطبى ٢٣٠/ ١٣، الكشاف ١٥٨/ ٣، العكبرى ٩٥/ ٢، البحر المحيط ٩٥/ ٧).