للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: سألت جابر بن عبد اللَّه: أيّ القرآن أنزل قبل؟ فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾. فقلت: و ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾؟ فقال: قال رسول اللَّه :

"إني جاورت بـ (حراء) شهرًا، فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي، فنوديت، فنظرت ببن يدي وخلفي، وعن يميني وعن شمالي، فلم أرَ شيئًا، ثم نظرت إلى السماء: فإذا هو على العرش في الهواء، فأخذتني رعدة -أو قال: وحشة- فأتيت خديجة، فأمرتهم فدثروني، فأنزل اللَّه: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ حتى بلغ: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ ".

وفي رواية:

"فإذا المَلَك الذي جاءني بـ (حراء) جالس على كرسي بين السماء والأرض، فجثيت منه".

وهذا صريح في تقدم إتيانه إليه، وإنزاله الوحي من اللَّه عليه؛ كما ذكرناه. واللَّه أعلم.

ومنهم من زعم أن أول ما نزل بعد فترة الوحي سورة: ﴿وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾ إلى آخرها. وهو قول بعيد يرده ما تقدم من رواية صاحبي "الصحيح": من أن أول القرآن نزولًا بعد فترة الوحي: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ﴾، ولكن نزلت سورة (والضحى) بعد فترة أخرى كانت ليالي يسيرة: كما ثبت في "الصحيحين" وغيرهما عن جندب بن عبد اللَّه البجلي قال:

<<  <   >  >>