للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهو من ولد إسماعيل لا محالة؛ على اختلاف كم أب بينهما.

وهذا النسب بهذه الصفة لا خلاف فيه بين العلماء (١)، فجميع قبائل عرب الحجاز ينتمون إلى هذا النسب، ولهذا قال ابن عباس وغيره في قوله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ [الشورى: ٢٣]: لم يكن بطن من بطون قريش إلا ولرسول اللَّه نسب يتصل بهم (٢).

وقد روي من طرق مرسلًا وموصولًا: أن النبي قال:

"خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح؛ من لدن آدم بلى أن ولدني أبي وأمي، ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء" (٣). وهذا رواه ابن عدي عن علي ابن أبي طالب، وسند المرسل جيد.


(١) قلت: ولهذا أوردته في هذا "الصحيح" التزامًا للمنهج الذي وضعته له -كما أوضحته في المقدمة- وقد استدل له الشيخ (أبو زهرة) في كتابه (١/ ٨٧) برواية ابن عباس قال: كان النبي إذا انتهى إلى عدنان أمسك، ثم يقول: "كذب النسابون، قال اللَّه تعالى: ﴿وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا﴾ [الفرقان: ٣٨] ".
وخفي عليه أنه حديث موضوع؛ فيه كذاب اعترف هو نفسه بذلك؛ كما هو مبين في "الأحاديث الضعيفة والموضوعة" (١١١).
(٢) رواه البخاري في "التفسير/ الشورى".
(٣) قلت: وقد تكلمت على طرقها في "إرواء الغليل" (١٩٧٢)، وبمجموعها يرتقي الحديث إلى مرتبة الحسن، ولذلك أوردته في "صحيح الجامع الصغير" (٣٢١٨ - ٣٢٢٠).

<<  <   >  >>