قال: قلت: وأين تقع هذه مما عليَّ يا رسول اللَّه؟ قال:
"خذها؛ فإن اللَّه سيؤدي بها عنك".
قال: فأخذتها، فوزنت لهم منها -والذي نفس سلمان بيده- أربعين أوقية، فأوفيتهم حقهم.
وعُتِقَ سلمان. فشهدت مع رسول اللَّه ﷺ(الخندق) حرًّا، ثم لم يَفُتْنِي معه مشهد (١).
(١) قلت: وإسناده صحيح، ومن طريق ابن إسحاق أخرجه أحمد (٥/ ٤٤١ - ٤٤٤)، وأبو نعيم في "الدلائل" (ص ٨٧ - ٨٩)، وكذا ابن سعد، والبيهقي؛ كما في "الخصائص الكبرى" للسيوطي (١/ ٤٨)، وعلَّق البخاري بعضه. وأخرجه الحاكم (٣/ ٥٩٩ - ٦٠٢) من طريق أخرى عن سلمان به مطولًا جدًّا؛ ساق المؤلف أطرافًا منه، ثم قال: "وفي هذا السياق غرابة كثيرة، وفيه بعض المخالفة لسياق ابن إسحاق، وطريق ابن إسحاق أقوى إسنادًا، وأحسن اقتصاصًا، وأقرب إلى ما رواه البخاري. . " إلخ كلامه الآتي. ولما قال الحاكم عقبه: "حديث صحيح" تعقبه الذهبي بقوله: "قلت: بل مجمع على ضعفه". وعلته أن فيه علي بن عاصم، وهو الواسطي، وهو صدوق؛ لكنه يخطئ ويصر؛ كما في "التقريب" لابن حجر العسقلاني.