للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من ذهب من بعض المعادن، فقال:

"ما فعل الفارسي المكاتَب؟ ".

قال: فَدُعِيتُ له، قال:

"خذ هذه فأدِّها مما عليك يا سلمان! ".

قال: قلت: وأين تقع هذه مما عليَّ يا رسول اللَّه؟ قال:

"خذها؛ فإن اللَّه سيؤدي بها عنك".

قال: فأخذتها، فوزنت لهم منها -والذي نفس سلمان بيده- أربعين أوقية، فأوفيتهم حقهم.

وعُتِقَ سلمان. فشهدت مع رسول اللَّه (الخندق) حرًّا، ثم لم يَفُتْنِي معه مشهد (١).


(١) قلت: وإسناده صحيح، ومن طريق ابن إسحاق أخرجه أحمد (٥/ ٤٤١ - ٤٤٤)، وأبو نعيم في "الدلائل" (ص ٨٧ - ٨٩)، وكذا ابن سعد، والبيهقي؛ كما في "الخصائص الكبرى" للسيوطي (١/ ٤٨)، وعلَّق البخاري بعضه.
وأخرجه الحاكم (٣/ ٥٩٩ - ٦٠٢) من طريق أخرى عن سلمان به مطولًا جدًّا؛ ساق المؤلف أطرافًا منه، ثم قال:
"وفي هذا السياق غرابة كثيرة، وفيه بعض المخالفة لسياق ابن إسحاق، وطريق ابن إسحاق أقوى إسنادًا، وأحسن اقتصاصًا، وأقرب إلى ما رواه البخاري. . " إلخ كلامه الآتي.
ولما قال الحاكم عقبه: "حديث صحيح" تعقبه الذهبي بقوله:
"قلت: بل مجمع على ضعفه".
وعلته أن فيه علي بن عاصم، وهو الواسطي، وهو صدوق؛ لكنه يخطئ ويصر؛ كما في "التقريب" لابن حجر العسقلاني.

<<  <   >  >>