ثم قال النجاشي: فواللَّه؛ ما أخذ اللَّه مني الرشوة حين رد عليّ ملكي، ولا أطاع الناس فيّ؛ فأطيع الناس فيه؟! ردوا عليهما هداياهم، فلا حاجة لي بها، واخرجا من بلادي.
فخرجا مقبوحين مردودًا عليهما ما جاءا به.
قالت: فأقمنا مع خير جار في خير دار.
فلم ينشب أن خرج عليه رجل من الحبشة ينازعه الملك.
فواللَّه؛ ما علمتنا حزنَّا حزنًا قط هو أشد منه فرقًا من أن يظهر ذلك الملك عليه، فيأتي ملك لا يعرف من حقنا ما كان يعرفه.
فجعلنا ندعوا اللَّه ونستنصره للنجاشي، فخرج إليه سائرًا.
فقال أصحاب رسول اللَّه ﷺ بعضهم لبعض: من يخرج فيحضر الوقيعة حتى ينظر على من تكون.
فقال الزبير -وكان من أحدثنا سنًا-: أنا.
فنفخوا له قربة فجعلها في صدره، فجعل يسبح عليها في النيل حتى خرج من شقه الآخر إلى حيث التقى الناس، فحضر الوقعة.
فهزم اللَّه ذلك الملك وقتله، وظهر النجاشي عليه.
فجاءنا الزبير، فجعل يليح لنا بردائه ويقول: ألا فأبشروا؛ فقد أظهر اللَّه النجاشي.
قالت: فواللَّه؛ ما علمتنا فرحنا بشيء قط فرحنا بظهور النجاشي.