قال: فرفع عودًا من الأرض ثم قال: يا معشر الحبشة والقسيسين والرهبان! واللَّه؛ ما يزيدون على الذي نقول فيه ما سوى هذا، مرحبًا بكم وبمن جئتم من عنده، أشهد أنه رسول اللَّه، وأنه الذي نجد في الإنجيل، وأنه الرسول الذي بشر به عيسى ابن مريم، انزلوا حيث شئتم، واللَّه؛ لولا ما أنا فيه من الملك؛ لأتيته حتى أكون أنا الذي أحمل نعليه [وأوضئه].
وأمر بهدية الآخرين فردَّت إليهما.
ثم تعجل عبد اللَّه بن مسعود حتى أدرك بدرًا.
وزعم أن النبي ﷺ استغفر له حين بلغه موته.
وهذا إسناد جيد قوي، وسياق حسن، وفيه ما يقتضي أن أبا موسى كان فيمن هاجر من (مكة) إلى أرض الحبشة؛ إن لم يكن مدرجًا من بعض الرواة. واللَّه أعلم.
ورواه أبو نعيم في "الدلائل"(١) عن أبي موسى قال:
أمرنا رسول اللَّه ﷺ أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي،
فبيلغ ذلك قريشًا، فبعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد، وجمعوا للنجاشي هدية.
(١) (ص ٨٤) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى. . . وهذا إسناد صحيح -كما يأتي في الكتاب- لولا ما ذكرناه آنفًا في أبي إسحاق السبيعي من التدليس والاختلاط، وهو من رواية أبي نعيم عن الطبراني، وقال الهيثمي (٦/ ٣١): "رواه الطبراني، ورجاله رجال (الصحيح) "، وأخرجه الحاكم (٢/ ٣٠٩ - ٣١٠) وقال: "صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي.