للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رواه البيهقي عن الحاكم (١).

قلت: وفي مثل هذا أنزل اللَّه تعالى: ﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ (٢) وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٠٦)[النحل: ١٠٦].

فهؤلاء كانوا معذورين بما حصل لهم من الإهانة والعذاب البليغ، أجارنا اللَّه من ذلك بحوله وقوته.

وعن خباب بن الأرتّ قال:

كنت رجلًا قَينًا، وكان لي على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه، فقال: لا واللَّه؛ لا أقضيك حتى تكفر بمحمد! فقلت: لا واللَّه؛ لا أكفر بمحمد


(١) قلت: وقد أخرجه في "المستدرك" (٣/ ٣٨٨ - ٣٨٩) من طريق أبي الزبير عن جابر، وقال: "صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا؛ إلا أن أبا الزبير مدلس، وقد عنعنه. وقد أخرجه عنه ابن سعد (٣/ ٢٤٩) من الطريق نفسها لم يذكر فيه جابرًا. وقد ذكره الهيثمي (٩/ ٢٩٣) من مسنده، وقال: "رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله رجال "الصحيح"؛ غير إبراهيم بن عبد العزيز المقوم، وهو ثقة". ثم ذكر له شاهدًا من حديث عثمان بن عفان مرفوعًا مثله. وقال: "رواه الطبراني، ورجاله ثقات".
(٢) هذه الآية نزلت في عمار اتفاقًا؛ كما قال الحافظ في "الإصابة"، وفي ذلك أحاديث كثيرة أوردها السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ١٣٢) كلها مرسلة؛ إلا حديث ابن عباس من رواية ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه؛ لكنه لم يسق إسناده، ولا تحدث عنه كما هي غالب عادته، ولقد وددت أن يكون صحيحًا لمناسبته القوية للباب، ولكن العلم ليس بالتمني، ومن تلك الأحاديث ما صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وهو من أوهامهما؛ كما كنت بينته في "تخريج فقه السيرة للغزالي" (ص ١٠٨).

<<  <   >  >>