وهذا لا (٢) يدلّ على اختصاص الترائب بالمرأة، بل يُطْلَق على الرجل والمرأة، قال الجوهري: التَّرَائب عِظَامُ الصدر ما بين التَّرْقُوة إلى الثنَّدُوة (٣).
وقوله: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (٨)} الصحيح أن الضمير يرجع على الإنسان (٤) أي: إن اللَّه على ردِّه [إليه لقادر يوم القيامة](٥)، وهو اليوم الذي تُبْلَى فيه السرائر، ومَنْ قال:"إن الضمير يرجع إلى (٦) الماء أي: إن اللَّه على رَجْعه في الإحليل أو في الصَّدر أو حَبْسه عن الخروج لقادر" فقد أبْعَد، وإن كان اللَّه [سبحانه](٧) قادرًا على ذلك، ولكن السياق ياباه، وطريقه القرآن -وهي (٨) الاستدلالُ بالمبدأ والنشأة الأولى على المعَاد والرجوع إليه- وأيضًا فإنه قَيَّده بالظرف، وهو:"يوم تُبلى السرائر".
[[عود إلى الدعوة إلى النظر]]
والمقصود أنه سبحانه دعا الإنسان أن ينظر في مَبْدَأ خلقه ورزقه، فإن ذلك يدلُّه دلالةً ظاهرة على مَعَاده ورجوعه إلى ربه.
(١) قال (ط): "البيت رقم ٣١ من معلقة امرئ القيس". قلت: انظر "شرح المعلقات السبع" (٢٧) لأبي عبد اللَّه الحسين الزوزني، قال (و): "المهفهفة: اللطيفة الخصر، الضامرة البطن، و"المفاضة": المرأة العظيمة البطن، المسترخية اللحم، و"الترائب": جمع التريبة: وهي موضع القلادة من الصدر، و"السقل والصقل": إزالة الصدأ، والدنس وغيرهما، و"السجنجل": المرآة لغة رومية، عربتها العرب، وقيل: بل هو قطع الذهب والفضة، يقول: هي امرأة دقيقة الخصر، ضامرة البطن، وغير عظيمة البطن، ولا مسترخيته، وصدرها براق اللون، متلألئ الصفا تلألؤ المرآة، (الزوزني في شرح المعلقات) "، ونحوه في (د) و (ط) و (ح). (٢) سقطت من (ك). (٣) انظر: "الصحاح" (١/ ٩١ - ط: دار العلم للملايين) للجوهري، ووقع في (ق): "الترقوة والثندوة". (٤) أفاض المصنف في كتابه: "التبيان في أحكام القرآن" (١٠٠ - ١٠٨) في تصويب هذا القول، وذكر عشرة أوجه تدل عليه. (٥) في (ق) و (ك): "يوم القيامة إليه لقادر". (٦) في المطبوع: "يرجع على". (٧) ما بين المعقوفتين سقط من (ق). (٨) في (ق): "وطريقة القرآن هي".