أي: إنما ورِثْتموها عن الآباء والأجداد، لا عن حواشي النسب (٢)، وعلى هذا فلا يَرِثُ ولد الأب والأبوين، لا مع أب [ولا](٣) مع جد، كما لم يرثوا مع الابن ولا ابنه، وإنما ورثوا مع البنات؛ لأنهم عصبة فلهم ما فضل عن الفروض (٤).
[فصل النوع الثالث من الرأي المحمود]
[الرأي](٥) الذي تواطأت عليه الأمة، [وتَلَقاه](٦) خلَفُهم عن سلفهم، فإنّ ما تواطئوا عليه من الرأي لا يكون إلا صوابًا، كما تواطئوا عليه من الرواية والرؤيا، وقد قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لأصحابه وقد تعددت منهم رؤيا ليلة القدر في السبع (٧) الأواخر من رمضان: "أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر [فمن كان منكم متحريها، فلْيتحرَّها في السبع الأواخر] "(٨)، فاعتبر -صلى اللَّه عليه وسلم- تواطؤَ رؤيا المؤمنين؛
(١) الشعر للفرزدق في "ديوانه" (٢/ ٣٠٩) يخاطب سليمان بن عبد الملك، ورواية صدره: ورثتم قناة الملك غير كلالة. والبيت في: "لسان العرب" (٥/ ٣٩١٨)، و"خزانة الأدب" (١/ ٩٠)، و"الكامل" للمبرد (٣/ ١١٢٥ - ط الدالي)، وعزاه للفرزدق. (٢) "حواشي": جمع حاشية، وهي أهل الرجل وخاصته؛ كما في "القاموس" (ح). (٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ن). (٤) "انظر في معنى الكلالة وتفصيل فرائضها: "كتاب روح المعاني" للآلوسي (٤/ ٣٤٩ - ٣٥١، ٦/ ٦٧ - ٧٠، الطبعة الأولى لمؤسسة الحلبي) (ط) ووقع في (ق) "الفرائض". (٥) ما بين المعقوفتين سقط من المطبوع و (ق) و (ك). (٦) ما بين المعقوقين سقط من (ق) و (ك). (٧) في المطبوع و (ك) و (ق): "العشر"، وقال في هامش (ق): "لعله السبع"، وهو الموافق لما في الحديث. (٨) أخرجه البخاري في "الصحيح" (كتاب ليلة القدر): باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر، (رقم ٢٠١٥)، و (كتاب التهجد): باب فضل من تعار من الليل فصلى، (رقم ١١٥٨)، و (كتاب التعبير): باب التواطؤ على الرؤيا، (رقم ٦٩٩١)، ومسلم في "صحيحه" (كتاب الصيام): باب فضل ليلة القدر، والحث على طلبها، (رقم ١١٦٥)، عن ابن عمر -رضي اللَّه عنهما-، وما بين المعقوفتين سقط من المطبوع و (ن) و (ك).