قلت: يا رسول اللَّه المرأة منا تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة، ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها؟ قال:"يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحسنهم خلقًا، فتقول: يا رب إن هذا كان أحسنهم معي خلقًا في دار الدنيا فزوجنيه، يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة"(١).
وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عن قوله تعالى:{وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}[الزمر: ٦٧] أين الناس يومئذ؟ قال:"على جسر جَهنَّم"(٢).
وسئل عن الإيمان؟ فقال:"إذا سرَّتك حسناتك وساءتك سيئاتك، فأنت مؤمن"(٣).
(١) رواه الطبراني في "الكبير" (٢٣/ ٨٧٠) و"الأوسط" (٣١٤١ - ط الحرمين) مطولًا، والعقيلي (٢/ ١٣٨)، والطبري (١٠/ ٤٨٨ و ٤٨٩ و ١١/ ٦١٤ و ٦٣٣) مقطعًا، وابن عدي في "الكامل" (٣/ ١١٢) مختصرًا، من طريق سليمان بن أبي كريمة عن هشام بن حسان عن الحسن البصري عن أمه عن أم سلمة به. قال الهيثمي في "المجمع" (٧/ ١١٩): فيه سليمان بن أبي كريمة ضعفه أبو حاتم وابن عدي، وذكره في (١٠/ ٤١٧ - ٤١٨)، وضعفه بسُليمان. أقول: وقال ابن عدي: روى خمسة أحاديث منكرة مسندة في التفسير وغيره، ثم قال: وهذا الحديث منكر. وقال العقيلي: يُحدث بمناكير ولا يتابع على كثير من حديثه. وقال المصنف في "حادي الأرواح" (ص ٣٣٠): "تفرد به سليمان بن أبي كريمة، ضعّفه أبو حاتم، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مناكير، ولم أر للمتقدمين فيه كلامًا، ثم ساق هذا الحديث من طريقه، وقال: لا يعرف إلا بهذا السند". (٢) هو بهذا اللفظ في "جامع الترمذي" (٣٢٥٤) في (تفسير القرآن): باب ومن سورة الزمر، من حديث عائشة، وقال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. ورواه مسلم (٢٧٩١) في (صفات المنافقين): باب في البعث والنشور من حديثها أيضًا بلفظ: "على الصراط" لكن هو عنده سؤال عن آية: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ}. وفي حديث ثوبان عند مسلم (٣١٥) قال: هم في الظلمة دون الجسر. (٣) رواه أحمد في "مسنده" (٥/ ٢١٥ و ٢٥٢ و ٢٥٦)، وعبد الرزاق (٢٠١٠٤)، والطبراني (٧٥٣٩)، وابن حبان (١٧٦)، وابن منده في "الإيمان" (١٠٨٨ و ١٠٨٩)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (٤٠١ و ٤٠٢)، والحاكم (١/ ١٤) من طريق معمر وهشام الدستوائي كلاهما عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سَلًام عن جده عن أبي أمامة مرفوعًا به. وفيه زيادة قال: يا رسول اللَّه فما الإثم؟ قال: "إذا حال في قلبك شيء فدعه". قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي. أقول: بل إسناده على شرط مسلم وحده فإن زيدًا وجدَّه أخرج لهما مسلم وحده.