٥٠٦٦ - حدثنا مالك بن يحيى الهمداني، قال: ثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال أخبرنا الجُريري، عن أبي العلاء، قال: بينما أنا مع مطرف بأعلى المربد (١)، في سوق الإبل إذ أتى علينا أعرابي معه قطعة أديم، أو قطعة جراب -شك الجُريري-، فقال: هل فيكم من يقرأ؟ فقلت أنا أقرأ، قال: ها، فاقرأه، فإن رسول الله ﷺ كتبه لنا، فإذا فيه:"من محمد النبي، لبني زهير بن أفيش، حي من عكل، إنهم إن شهدوا: أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وفارقوا المشركين، وأقروا بالخمس في غنائمهم، وسهم النبي ﷺ وصفيه، فإنهم آمنون بأمان الله، فقال له بعضهم: هل سمعت من رسول الله ﷺ شيئًا تحدثنا؟ قال: نعم، قال رسول الله ﷺ: "من سره أن يذهب عنه وحر (٢) الصدر، فليصم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر" فقال رجل من القوم: أنت سمعت هذا من رسول الله ﷺ؟ فقال: ألا أراكم تروننا، أني أكذب على رسول الله ﷺ لا حدثتكم اليوم حديثًا، فأخذها، ثم انطلق (٣).
=وأخرجه يحيى بن آدم في الخراج (٨٧)، والبلاذري في فتوح البلدان (ص ٣٣، ٤٣)، والبزار في مسنده (٢٥٦)، والبيهقي ٦/ ٢٩٦، ٧/ ٥٩، وابن عبد البر في التمهيد ٦/ ٤٥٠، والضياء في المختارة (٢٧٣، ٢٧٦) من طريق أسامة بن زيد به. (١) بكسر الميم: موضع تحبس فيه إبل وغنم وبه سمي مربد المدينة، وفي معجم البلدان: هو موضع على ميلين من المدينة. (٢) الغيظ والحقد. (٣) إسناده صحيح. وأخرجه ابن سعد ١/ ٢٧٩، وأبو عبيد في الأموال (٣٠)، وحميد بن زنجويه في الأموال (٨٠)، وأحمد (٢٠٧٣٧)، والنسائي ١٣٤٧، وابن قانع في معجم الصحابة ٣/ ١٦٥، والطبراني في الأوسط (٤٩٣٧)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان ١/ ٣٠٦ من طرق عن سعيد الجريري به.