قال أبو جعفر: فذهب قوم (١) إلى أن الأمة إذا وطئها مولاها فقد لزمه كل ولد يجيء به بعد ذلك ادعاه أو لم يدعه.
واحتجوا في ذلك بهذا الحديث، لأن رسول الله ﷺ قال:"هو لك يا عبد بن زمعة" ثم قال "الولد للفراش، وللعاهر الحجر".
فألحقه رسول الله ﷺ، بزمعة، لا لدعوة ابنه، لأن دعوة الابن للنسب لغيره من أبيه غير مقبولة، ولكن لأن أمه كانت فراشا لزمعة بوطئه إياها، واحتجوا في ذلك أيضا بما
٤٤٠٩ - حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكا حدثه، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه أن عمر بن الخطاب ﵁، قال: ما بال رجال يطئون ولائدهم، ثم يعزلونهن لا تأتيني وليدة يعترف سيدها أن قد ألم بها إلا قد ألحقت به ولدها، فاعزلوا أو اتركوا (٢).
(١) قلت أراد بهم: الزهري، والشافعي، ومالكا، وأحمد، وإسحاق، وأبا ثور، وداود ﵏، كما في النخب ١٥/ ٣٩٤. (٢) إسناده صحيح. وهو في الموطأ ٢٤/ ٧٤٢، ومن طريقه رواه البيهقي في السنن ٧/ ٤١٣، وفي السنن الصغير (٢٧٦٥)، وفي المعرفة (١٥١٦٥).