وحدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا أبو الوليد، قال ثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن أنس ﵁، أن النبي ﷺ دخل مكة وعلى رأسه مِغْفَر، فلما كشف المِغْفر عن رأسه، قيل له: إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال:"اقتلوه"(١).
قال أبو جعفر: فذهب قوم (٢) إلى أنه لا بأس بدخول الحرم بغير إحرام، واحتجوا في ذلك بهذه الآثار.
وخالفهم في ذلك آخرون (٣)، فقالوا: لا يصلح لأحد كان منزله من وراء الميقات إلى الأمصار أن يدخل مكة إلا بإحرام.
واختلف هؤلاء، فقال بعضهم (٤): وكذلك الناس جميعا، من كان بعد الميقات وقبل الميقات غير أهل مكة خاصة.
(١) إسناده صحيح. وهو في موطأ مالك ١/ ٤٢٣، ومن طريقه أخرجه ابن سعد ٢/ ١٣٩، وابن أبي شيبة ١٤/ ٤٩٢، والحميدي (١٢١٢)، والدارمي (١٩٣٨، ٢٤٥٦)، وأحمد (١٢٠٦٨)، والبخاري (١٨٤٦، ٣٠٤٤، ٤٢٨٦، ٥٨٠٨)، ومسلم (١٣٥٧)، وأبو داود (٢٦٨٥)، والترمذي (١٦٩٣)، والنسائي ٥/ ٢٠٠، ٢٠١، وابن ماجه (٢٨٠٥)، وأبو يعلى (٣٥٣٩، ٣٥٤٠، ٣٥٤١)، وابن خزيمة (٣٠٦٣)، وابن حبان (٣٧١٩)، والبيهقي ٥/ ١٧٧، والبغوي (٢٠٠٦). (٢) قلت أراد بهم: الزهري، والحسن البصري، والشافعي في قول، ومالكا في رواية، وعبد الله بن وهب عنه، وداود بن علي، وأصحابه من الظاهرية ﵏، كما في النخب ١٣/ ٥١٢. (٣) قلت أراد بهم: عطاء بن أبي رباح، والليث بن سعد، والثوري، وأبا حنيفة، وأصحابه، ومالكا في رواية، والشافعي في المشهور عنه، وأحمد، وأبا ثور، والحسن بن حي ﵏، كما في النخب ١٣/ ٥١٣. (٤) قلت أراد بهم: عطاء بن أبي رباح، والليث بن سعد، وإبراهيم النخعي، وطاووسا ﵏، كما في النخب ١٣/ ٥١٤.