وهذا أولى ما حملت عليه هذه الآثار؛ لأنها إن حملت على ما حملها عليه أهل المقالة الأولى ضادت سواها مما قد روي عن رسول الله ﷺ.
فمن ذلك ما
٢٧٩٧ - حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا بشر بن عمر الزهراني، قال: ثنا شعبة، عن أبي حمزة، عن هلال بن حصن قال: نزلت دار أبي سعيد الخدري بالمدينة، فضمني وإياه المجلسُ، فقال: أصبحوا ذات يوم وقد عصب على بطنه حجرا من الجوع، فقالت له امرأته أو أمه: لو أتيت النبي ﷺ فسألته، فقد أتاه فلان فسأله فأعطاه، وأتاه فلان فسأله فأعطاه. فقلت: لا والله حتى أطلب فطلبت، فلم أجد شيئا، فاستبقت إليه وهو يخطب وهو يقول:"من استغنى أغناه الله، ومن استعف أعفه الله، ومن سألنا إما أن نبذل له وإما أن نواسيه، ومن استعف عنا واستغنى أحب إلينا ممن سألنا". قال: فرجعت فما سألت أحدا بعد، فما زال الله يرزقنا حتى ما أعلم أهل بيت في المدينة أكبر أموالا منا (١).
٢٧٩٨ - حدثنا ابن أبي داود قال: ثنا محمد بن المنهال قال: ثنا يزيد بن زريع قال: ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن هلال بن مرة، عن أبي سعيد الخدري قال: أعوزنا (٢)
(١) إسناده حسن من أجل هلال بن حصن. وأخرجه الطيالسي (٢٢١١)، وابن أبي شيبة ٣/ ٢١١، وأحمد (١١٤٠١)، وأبو نعيم في الحلية ٧/ ٢٠٣، والبيهقي في شعب الإيمان (٣٥٠٤) من طرق عن شعبة به. (٢) أي: افتقرنا.