أنه من أطاعك فقد أطاع الله. قال:"فإن من طاعة الله أن تطيعوني، وإن من طاعتي أن تطيعوا أئمتكم، فإن صلوا قعودا، فصلوا قعودا أجمعين"(١).
قال أبو جعفر: فذهب قوم (٢) إلى هذا، فقالوا: من صلى بقوم قاعدا من علة، صلوا خلفه قعودا، وإن كانوا يطيقون القيام.
وخالفهم في ذلك آخرون (٣)، فقالوا: بل يصلون خلفه قياما، ولا يسقط عنهم فرض القيام لسقوطه عن إمامهم
واحتجوا في ذلك
٢٢٠٨ - بما حدثنا أبو بشر الرقي، قال: ثنا الفريابي (ح)
وحدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا أسد، قالا: ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أرقم بن شرحبيل، قال: سافرت مع ابن عباس ﵄ من المدينة إلى الشام. فقال: إن رسول الله ﷺ لما مرض مرضه الذي مات فيه، كان في بيت عائشة ﵂ فقال:"ادعوا لي عليا"، فقالت عائشة: ألا ندعو لك أبا بكر؟ قال:"ادعوه".
(١) إسناده صحيح. وهو عند المصنف في شرح مشكل الآثار (٥٦٤٤) بإسناده ومتنه. وأخرجه أحمد (٥٦٧٩)، وأبو يعلى (٥٤٥٠)، وابن حبان (٢١٠٩)، والطبراني في الكبير (١٣٢٣٨)، والخطيب في تاريخه ١٢/ ٢٦٤ - ٢٦٥ من طرق عن عقبة بن أبي الصهباء به. (٢) قلت أراد بهم: الأوزاعي، وحماد بن زيد، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وابن المنذر، وداود الطاهري ﵏، كما في النخب ٨/ ٢٣٧. (٣) قلت أراد بهم: الثوري، وأبا حنيفة، والشافعي، وأبا ثور، وجمهور السلف ﵏، كما في النخب ٨/ ٢٣٨.