فكان النظر عندنا في ذلك أن تكون فيها سجدة، لأن الموضع الذي جعله من جَعَله فيها سجدة، وموضع السجود هو موضع خبر، لا موضع أمر، وهو قوله تعالى: ﴿فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾ [ص: ٢٤] فذلك خبر.
فالنظر فيه أن يرد حكمه إلى حكم أشكاله من الأخبار، فيكون فيه سجدة كما تكون فيها. وقد روي ذلك عن رسول الله ﷺ.
١٩٩٦ - حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، قال: حدثني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عياض بن عبد الله بن سعد، عن أبي سعيد: أن رسول الله ﷺ سجد في "ص"(١).
١٩٩٧ - حدثنا علي بن شيبة، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنا العوّام بن حوشب قال: سألت مجاهدا عن السجود في "ص" فقال: سألت عنها ابن عباس، فقال: أنسجد في "ص" فتلا على هؤلاء الآيات من الأنعام ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ﴾ إلى قوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ [الأنعام: ٩٠] فكان داود ممن أمر نبيكم ﷺ أن يقتدي به (٢).
(١) إسناده صحيح. وهو عند المصنف في شرح مشكل الآثار (٢٨٠٢) بإسناده ومتنه. وأخرجه أبو داود (١٤١٠)، وابن حبان (٢٧٦٥)، والبيهقي ٢/ ٣١٨ من طريق عبد الله بن وهب به مطولا. (٢) إسناده صحيح. وأخرجه أحمد (٣٣٨٨)، والبخاري (٣٤٢١، ٤٨٠٦، ٤٨٠٧)، وابن خزيمة (٥٥٢)، وابن حبان (٢٧٦٦)، والبيهقي =