الإِنسان على كونه كنودًا لشهيد، أي: بلسان حاله. أي: ظاهر ذلك عليه في أقواله وأفعاله، كما قال تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ [١] اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ﴾.
وفيه مذهبان: أحدهما: أن المعنى: وإنه لشديد المحبة للمال.
والثاني: وإنه لحريص بخيل؛ من محبة المال. وكلاهما صحيح.
ثم قال تعالى مزهدًا في الدنيا، ومرغبًا في الآخرة [٢]، ومنبهًا على ما هو كائن بعد هذه الحال، وما يستقبله الإِنسان من الأهوال: ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ﴾ أي: أخرج ما فيها من الأموات، ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾، قال ابن عباس وغيره: يعني أبرز وأظهر ما [٣] كانوا يسرون في نفوسهم، ﴿إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ﴾، أي: لعالم بجميع ما كانوا يصنعون ويعملون، ومجازيهم [٤] عليه أوفر الجزاء، ولا يظلم مثقال ذرة.
آخر سورة "والعاديات"، ولله الحمد [والمنة، وبه التوفيق والعصمة، وهو حسبي]
* * *
[١]- في ز: مسجد. [٢]- في ز: الأخرى. [٣]- في ز: مما. [٤]- في ز: ويجازيهم.