سماك بن عطية، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس؛ قال: كان أبو بكر يأكل مع النبي ﷺ فنزلت هذه الآية: ﴿فَمَنْ [١] يَعْمَلْ مِثْقَال ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَال ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)﴾، فرفع أبو بكر يده وقال: يا رسول الله؛ إني أجزي بما عملت من مثقال ذرة من شر؟ فقال:"يا أبا بكر؛ ما رأيت في الدنيا مما تكره فبمثاقيل ذر الشر ويدخر الله لك مثاقيل ذر [٢] الخير حتى توفاه [٣] يوم القيامة".
ورواه ابن أبي حاتم، عن [أبيه عن][٤] أبي الخطاب به. ثم قال ابن جرير (١٨):
حدثنا ابن بشار [٥]، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا أيوب؛ قال: في كتاب أبي قلابة، عن أبي إدريس، أن أبا بكر كان يأكل مع النبي ﷺ … فذكره. ورواه أيضًا عن يعقوب، عن ابن عُلية، عن أيوب؛ عن أبي [٦]، قلابة: أن أبا بكر … وذكره.
(طريق أخرى)، قال ابن جرير (١٩): حدثني يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني حُيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبُلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص؛ أنه قال: لما نزلت: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالهَا (١)﴾، وأبو بكر الصديق ﵁ قاعد، فبكي حين أنزلت، فقال له رسول الله ﷺ:"ما يبكيك يا أبا بكر؟ ". قال: يبكيني هذه السورة. فقال له رسول الله ﷺ:"لولا أنكم تخطئون وتذنبون، فيغفر الله لكم، لخلق الله أمة يخطئون ويذنبون فيغفر لهم".
(حديث آخر)، قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة وعلي بن عبد الرحمن [بن محمد][٧] بن المغيرة -المعروف بعلان [٨] المصري- قالا: حدثنا عمرو بن خالد الحراني، حدثنا ابن لهيعة، أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري؛ قال: لما أنزلت [٩]: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَال ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَال ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)﴾ قلت: يا رسول الله؛ إني لراء [١٠] عملي؟ قال:"نعم". قلت: تلك الكبار الكبار؟ قال:"نعم". قلت: الصغار الصغار؟ قال:"نعم". قلت: وا ثكل أمي! قال: "أبشر يا أبا [١١]، سعيد؛ فإن الحسنة بعشر أمثالها -يعني إلي سبعمائة ضعف-
(١٨) تفسير الطبري (٣٠/ ٢٦٨) وليس فيه ذكر عبد الوهاب. (١٩) أخرجه الطبري (٣٠/ ٢٧٠).