تعملون أعمالًا [لا تعرف][١] يوشك العارف [٢] أن يثوب إلى أهله فمسرور [٣] ومكظوم".
وقوله: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ﴾، أي: بشماله من وراء ظهره، تثنى يده إلى ورائه ويعطى كتابه بها كذلك، ﴿فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا﴾، أي: خسارًا وهلاكًا، ﴿وَيَصْلَى سَعِيرًا (١٢) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا﴾، أي: فرحًا لا يفكر في العواقب، ولا يخاف مما أمامه، فأعقبه ذلك الفرح اليسير الحزن الطويل، ﴿إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ﴾، أي: كان يعتقد أنه لا يرجع إلى الله ولا يعيده بعد موته. قاله ابن عباس، وقتادة، وغيرهما. والحور: هو الرجوع. قال الله: ﴿بَلَى إِنَّ رَبَّهُ [٤] كَانَ بِهِ بَصِيرًا﴾، يعني: بلى [٥] سيعيده الله كما بدأه، ويجازيه على أعماله خيرها وشرها، فإنه كان به [٦] بصيرًا، أي: عليمًا خبيرًا.
روي عن عليّ، وابن عباس، وعبادة بن الصامت، وأبي هريرة، وشداد بن أوس، وابن عمر، ومحمد بن علي بن الحسين، ومكحول [٧]، وبكر بن عبد الله المزني [٨]، وبكير [٩] ابن الأشج، ومالك، وابن أبي ذئب، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون أنهم قالوا: الشفق: الحمرة.
وقال عبد الرزاق عن معمر عن ابن خثيم عن ابن لبيبة [١٠]، عن أبي هريرة؛ قال: الشفق
[١]- سقط من ت. [٢]- كذا في ز، ت. وفي بعض النسخ المطبوعة: الغائب. وفي الطبراني: العازب. [٣]- في ز: لمسرور. [٤]- في ز: إنه. [٥]- في ز: بل. [٦]- في ز: بها. [٧]- سقط من ز، خ. [٨]- في ز: الدني. [٩]- في ز، خ: وبكر. [١٠]- في ز، خ: أمية.