عن أبي هريرة مرفوعًا (٨): ﴿فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾.
وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو عون الزيادي، أخبرنا عبد السلام بن عجلان، سمعت أبا يزيد المدني، عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ لبشير الغفاري: "كيف أنت صانع في يوم يقوم الناس فيه ثلاثمائة سنة لرب العالمين، من أيام الدنيا، لا يأتيهم فيه خبر من السماء ولا يؤمر فيه بأمر". قال بشير: المستعان الله. قال:"فإذا أويت إلى فراشك فتعوذ بالله من كرب يوم القيامة، وسوء الحساب". ورواه ابن جرير من طريق عبد السلام به (٩).
وفي سنن أبي داود (١٠): أن رسول الله ﷺ كان يتعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة وعن ابن مسعود: يقومون أربعين سنة رافعي رءوسهم إلى السماء، لا يكلمهم أحد، قد ألجم العرق برهم وفاجرهم. وعن ابن عمر: يقومون مائة سنة. رواهما ابن جرير (١١).
وفي سنن أبي داود (١٢)، والنسائي، وابن ماجة، من [١] حديث زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، عن أزهر بن سعيد الحواري، عن عاصم بن حميد، عن عائشة؛ أن رسول الله ﷺ كان يفتتح قيام الليل: يكبر عشرًا، ويحمد عشرًا، ويسبح عشرًا، ويستغفر عشرًا، ويقول:"اللهم، اغفر لي واهدني، وارزقني وعافني". ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة.
(٨) تقدم تخريجه في تفسير سورة المعارج، آية (٤). (٩) أخرجه الطبري (٣٠/ ٩٣). (١٠) سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب: ما يستفتح به الصلاة بعد الدعاء (٧٦٦). (١١) أخرجه الطبري (٣٠/ ٩٢، ٩٣). (١٢) سنن أبي داود في كتاب: الصلاة، باب: ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، حديث (٧٦٦) (١/ ٢٠٣ - ٢٠٤). والنسائي (٣/ ٢٠٨ - ٢٠٩) كتاب: قيام الليل، باب: ذكر ما يستفتح به القيام. وابن ماجة في كتاب: الإقامة، باب: ما جاء في الدعاء إذا قام الرجل من الليل، حديث (١٣٥٦) (١/ ٤٣١) وابن كثير أورده بالمعنى.