قال قتادة: الأحب فالأحب، والأقرب فالأقرب، من هول ذلك اليوم.
وقوله: ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾، أي: هو في شُغُل شاغل عن غيره.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عمار بن الحارث، حدثنا الوليد بن صالح، حدثنا ثابت أبو زيد العباداني، عن هلال بن خَبَّاب [١]، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ قال: قال رسول الله ﷺ: "تحشرون حفاة عراة مشاة غُرلًا". قال: فقالت زوجته: يا رسول الله، أوَ يرى بعضنا عورة بعض؟ قال ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾. أو قال:"ما أشغله عن النظر".
وقد رواه النسائي (١٦) منفردًا به، عن أبي داود، عن [٢] عارم، عن ثابت بن يزيد -وهو أبو زيد الأحول البصري، أحد الثقات- عن هلال بن خَبَّاب [٣]، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وقد رواه الترمذي عن عَبد [٤] بن حُميد، عن محمد بن الفضل، عن ثابت بن يزيد [٥]، عن هلال بن خَبَّاب [٦]، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ؛ قال:"تحشرون حفاة عراة غُرلًا". فقالت امرأة: أيبصر -أو: يرى- بعضنا عورة بعض؟ قال:"يا فلانة؛ ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ ". ثم قال الترمذي:"وهذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن ابن عباس ﵁.
وقال النسائي (١٧): أخبرني عمرو بن عثمان، حدثنا بقية، حدثنا الزبيدي، أخبرني الزهري، عن عروة، عن عائشة؛ أن رسول الله ﷺ، قال: "يبعث الناس يوم القيامة حفاة عراة غُرلًا". فقالت عائشة: يا رسول الله؛ فكيف بالعورات؟ فقال: " ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ ". انفرد به النسائي من هذا الوجه.
ثم قال ابن أبي حاتم أيضًا [٧]: حدثنا أبي، حدثنا أزهر بن حاتم، حدثنا الفضل بن موسى، عن عائذ [٨] بن شرَيح، عن أنس بن مالك؛ قال: سألَتْ عائشة ﵂ رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله؛ بأبي أنتَ وأمي، إني سائلتك عن
(١٦) سنن النسائي الكبرى، كتاب: التفسير، باب: سورة عبس، حديث (١١٦٤٧) (٦/ ٥٠٦ - ٥٠٧). وأخرجه الترمذي في كتاب: التفسير، باب: ومن سورة عبس، حديث (٣٣٢٩) (٩/ ٦٨ - ٦٩). (١٧) سنن النسائي الكبرى، كتاب: التفسير، باب: سورة عبس، حديث (١١٦٤٨) (٦/ ٥٠٧).