وقال ابن جرير، عن ابن عباس: السفرة بالنبطية: القراء.
وقال ابن جرير: الصحيح أن السفرة الملائكة، [والسفرة][١] يعني بين الله وبين خلقه، ومنه يقال: السفير: الذي يسعى بين الناس في الصلح والخير، كما قال الشاعر:
وما أدع السفارة بين قومي … وما أمشي بغش إن مشيت
وقال البخاري (٧): " سَفَرَة: الملائكة. سفرت: أصلحت بينهم. وجعلت الملائكةُ إذا نَزَلت بوحي الله وتأديته [٢] كالسفير الذي يصلح بين القوم [٣] ".
وقوله: ﴿كِرَامٍ بَرَرَةٍ﴾، أي: خُلقهم كريم حَسَن شريف، وأخلاقهم وأفعالهم بارة طاهرة كاملة. ومن ها هنا ينبغي لحامل القرآن أن يكون في أفعاله وأقواله على السداد والرشاد.
قال الإمام أحمد (٨): حدثنا إسماعيل، حدثنا [٤] هشام، عن قتادة، عن زُرَارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة؛ قالت: قال رسول الله ﷺ"الذي يقرأ القرآن -وهو ماهر به- مع السَفَرَة الكرام البررَة، والذي يقرؤه -وهو عليه شاق- له أجران".
(٧) في كتاب: التفسير، باب: سورة عبس (٨/ ٦٩١). (٨) المسند (٦/ ٤٨) (٢٤٣٢٢). وأخرجه البخاري كتاب: التفسير، باب: سورة عبس، حديث (٤٩٣٧) (٨/ ٦٩١). ومسلم في كتاب: صلاة المسافرين، باب: فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه، حديث (٢٤٤/ ٧٩٨) (٦/ ١٢١). وأبو داود في كتاب: الصلاة، باب: في ثواب قراءة القرآن، حديث (١٤٥٤) (٢/ ٧٠ - ٧١). والترمذي في كتاب: ثواب القرآن، باب: ما جاء في فضل قارئ القرآن، حديث (٢٩٠٦) (٨/ ١١١ - ١١٢). والنسائي الكبرى في كتاب: فضائل القرآن، باب: الماهر بالقرآن، حديث (٨٠٤٥) (٥/ ٢٠) باب: المتتعتع في القرآن، حديث (٨٠٤٦، ٨٠٤٧) (٥/ ٢١). وابن ماجة في كتاب: الأدب، باب: ثواب القرآن، حديث (٣٧٧٩) (٢/ ١٢٤٢). قال الترمذي: حسن صحيح.