الواجب عليه في النفقات ومن إخراج الزكاة. وقد ورد في الحديث (١٢): " ولا تُوعي فيوعي الله عليك" وكان عبد الله بن عكيم [١] لا يربط له كيسًا ويقول: سمعت الله يقول: ﴿وَجَمَعَ فَأَوْعَى﴾.
وقال الحسن البصري: يا بن آدم، سمعت وعيد الله ثم أوعيت الدنيا. وقال قتادة في قوله: ﴿وَجَمَعَ فَأَوْعَى﴾، قال: كان جَمُوعًا قَمُومًا] [٢] للخَبيث [٣].
يقول تعالى مخبرًا عن الإِنسان وما هو مجبول عليه من الأخلاق الدنيئة: ﴿[إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ][٤] هَلُوعًا﴾، ثم فسره بقوله: ﴿إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا﴾، أي: إذا أصابه الضر فزع وجزع وانخلع قلبه من شدة الرعب، وأيس أن يحصل له بعد ذلك خير، ﴿وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيرُ مَنُوعًا﴾، أي: إذا حصلت له نعمة من الله بخل بها على غيره، ومنع حق الله فيها.
قال الإِمام أحمد (١٣): حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا موسى بن عُلَيّ بن رَبَاح، سمعت
(١٢) أخرجه البخاري في كتاب: الزكاة، باب: الصدقة فيما استطاع، حديث (١٤٣٤) (٣/ ٣٠١)، وطرفه في [٢٥٩١]. ومسلم في كتاب: الزكاة، باب: الحث في الإنفاق وكراهة الإحصاء، حديث (٨٩/ ١٠٨٩) (٧/ ١٦٦ - ١٦٧). كلاهما من حديث أسماء ﵂. (١٣) المسند (٢/ ٣٢٠) (٨٢٤٦). وأخرجه أبو داود في كتاب: الجهاد، باب: في الجرأة والجبن، حديث (٢٥١١) (٣/ ١٢). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (٢١٩٢).