رَبَاح: أنه سمع جنادة بن أبي أمية يقول: سمعت عبادة بن الصامت يقول: إن رجلًا أتى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله؛ أي العمل أفضل؟ قال:"إيمان [١] بالله، وتصديق به، وجهاد في سبيله". قال: أريد أهونَ من هذا يا رسول الله. قال: ["السماحة والصبر". قال: أريد أهون من ذلك يا رسول الله] [٢]. قال:"لا تتهم الله في شيء قضا لك به". لم يخرجوه.
وقوله: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾: أمرٌ بطاعة الله ورسوله فيما شرع، وفعل ما به [٣] أمر وترك ما عنه [نهى و][٤] زجر، ثم قال: ﴿فَإِنْ تَوَلَّيتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ أي: إن نكلتم عن العمل فإنما عليه ما حُمِّل من البلاغ، وعليكم ما حُمّلتم من السمع والطاعة.
قال الزهري: من الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم.
ثم قال تعالى مخبرًا أنه الأحد الصمد، الذي لا إله غيره، فقال: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾، فالأول خَبرٌ عن التوحيد، ومعناه معنى [٥] الطب، أي: وحدوا الإلهية له، وأخلصوها لديه، وتوكلوا عليه، كما قال تعالى: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إلا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (٩)﴾.