حدثنا عفان، حدثنا حمَّاد عن ثابت [١] عن أنس أن رجلًا قال: يا رسول الله؛ أين أبي؟ قال:"في النار" فلما قَفَّى [٢] دعاه فقال: "إن أبي وأباك في النار". ورواه مسلم (١٤) وأبو داود من حديث حماد بن سلمة به.
يقول تعالى لعباده المؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم والتبري منهم: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾، أي: وأتباعه الذين آمنوا معه، ﴿إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ [٣] إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ﴾، أي: تبرأنا منكم ﴿وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ﴾ أي: بدينكم وطريقتكم [٤]، ﴿وَبَدَا بَينَنَا وَبَينَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا﴾، يعني: وقد شُرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم، ما دمتم على كفركم فنحن أبدًّا نتبرأ منكم ونبغضكم، ﴿حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾، أي: إلى أن تُوحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له، وتخلعوا ما تعبدون معه من الأنداد والأوثان.
و [٥] قوله تعالى: ﴿إلا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ﴾ أي: لكم في إبراهيم وقومه
(١٤) - مسلم في كتاب الإيمان، باب: بيان أن من مات على الكفر فهو في النار، حديث (٣٤٧/ ٢٠٣) (٣/ ٩٧). وأبو داود في كتاب السنة، باب: في ذراري المشركين، حديث (٤٧١٨) (٤/ ٢٣٠). قال النووي: ومعنى قفى: ولى قفاه منصرفًا.