عن جده قال: كنا نتناوب رسول الله ﷺ نبيت عنده؛ يطرقه من الليل أمر، وتبدو له حاجة؛ فلما كانت ذات ليلة كَثُر أهل النَّوب والمحتسبون، حتى كنا أندية نتحدث، فخرج علينا رسول الله ﷺ؛ فقال:"ما هذا النجوى؟ ألم تُنْهَوا عن النجوى؟ " قلنا: تبنا إلى الله يا رسول الله؛ إنا كنا في ذكر المسيح، فَرَقًا منه. فقال:"ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي منه! ". قلنا: بلى يا رسول الله؟ قال "الشرك الخفي أن يقوم الرجل يعمل لمكان رجل"(١٩).
هذا إسناد غريب، وفيه بعض الضعفاء.
وقوله تعالى: ﴿وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ﴾. أي: يتحدثون فيما بينهم بالإثم وهو ما يختص بهم ﴿وَالْعُدْوَانِ﴾.][١] وهو ما يتعلق بغيرهم ومنه معصية الرسول ومخالفته يصرون عليها ويتواصون بها.
وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ﴾ قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا ابن نمير عن الأعمش [عن مسلم][٢] عن مسروق عن عائشة، قالت: دخل على رسول الله ﷺ، يهود فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم، فقالت عائشة: وعليكم السام، قالت: فقال رسول الله ﷺ: "يا عائشة، إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش" قلت: ألا تسمعهم يقولون السام عليك؟ فقال رسول الله ﷺ:"أو ما سمعت أقول: وعليكم"؟ فأنزل الله تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ﴾ (٢٠) وفي رواية في الصحيح أنها قالت لهم: عليكم السام والذام واللعنة، وأن رسول الله ﷺ قال:"إنه يستجاب لنا فيهم، ولا يستجاب لهم فينا"(٢١).
(١٩) - في إسناده ربيح بن عبد الرحمن، قال الحافظ: مقبول. والراوي عنه كثير بن زيد صدوق يخطئ كثيرًا. (٢٠) - أخرجه مسلم في كتاب: السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام، وكيف رد عليهم، حديث (١١/ ٢١٦٥) من طريق مسروق بنحوه، وإسناد ابن أبي حاتم صحيح. والحديث في الصحيح من طرق عن عائشة: أخرجه البخاري في كتاب: الجهاد، باب: الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة، حديث (٢٩٣٥) (٦/ ١٠٦). وأطرافه في [٦٠٢٤، ٦٠٣٠، ٦٢٥٦، ٦٣٩٥، ٦٤٠١، ٦٩٢٧]. ومسلم في كتاب: السلام، باب: النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام، وكيف يرد عليهم، حديث (١٠/ ١١، ٢١٦٥) (١٤/ ٢٠٧ - ٢٠٨). كلاهما من حديث عائشة. (٢١) - ينظر أطراف الحديث السابق في البخاري.