قال: صدقت، فما النحاس؟ قال: هو الدخان الذي لا لهب له. قال: فهل تعرفه العرب؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان يقول:
يضيء كضوء سراج السليـ … ـطِ لم يجعل اللهُ فيه نحاسا
وقال مجاهد: النحاس: الصفر، يذاب فيصب على رءوسهم. وكذا قال قتادة. [وقال][٦] الضحاك: ﴿وَنُحَاسٌ﴾: سيل من نحاس.
والمعنى على كل قول: لو ذهبتم هاربين يوم القيامة لردتكم الملائكة والزبانية بإرسال اللَّهب من النار والنحاس المذاب عليكم لترجعوا، ولهذا قال: ﴿فَلَا تَنْتَصِرَانِ (٣٥) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾.