قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ﴾، قال: وعيد من الله للعباد، وليس بالله شغل وهو فارغ [١]. وكذا قال الضحاك: هذا وعيد. وقال قتادة: قَدْ دَنَا من الله فراغ لخلقه. وقال ابن جريج: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ﴾، أي: سنقضي [٢] لكم (١٥).
وقال البخاري: سيحاسبكم [٣]، لا يشغله شيء عن شيء، وهو معروف في كلام العرب، يقال: لأتفرغَنَّ لك وما به شُغْل، يقول: لآخذنك [٤] على غرّتك.
وقوله: ﴿أَيُّهَ الثَّقَلَانِ﴾ الثقلان: الإنس والجن، كما جاء في الصحيح:"يسمعها [٥] كل شيء إلا العقلين (١٦). وفي رواية: "إلا الجن والإنس". وفي حديث [الصور: "الثقلان الإِنس والجن] [٦] ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ (١٧).
ثم قال: ﴿يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
(١٤) - أخرجه الطبري (٢٧/ ١٣٥). وفي إسناده أبو حمزة الثمالي وهو ثابت بن أبي صفية: ضعيف. (١٥) - البخاري في الصحيح (٨/ ٦٢١). (١٦) - أخرجه البخاري في كتاب: الجنائز، باب: الميت يسمع فرع النعال، حديث (١٣٣٨) (٣/ ٣٠٥)، وطرفه في: [١٣٧٤]. (١٧) - في حديث فضل الجمعة من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: " .... وفيه تقوم الساعة والخلائق فيه مصيخة إلا الثقلين: الجن والإنس". أخرجه أحمد (٥/ ٤٥٣) (٢٣٩٠٤). =