﴿يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ﴾ أي: إنما يروج على من هو ضال في نفسه؛ لأنه قول باطل، إنما ينقاد له ويضل بسببه ويؤفك عنه من هو مأفوك ضال عمر، لا فهم له، كما قال تعالى: ﴿فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (١٦١) مَا أَنْتُمْ عَلَيهِ بِفَاتِنِينَ (١٦٢) إلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ﴾ قال ابن عباس، والسدي: ﴿يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ﴾: ضل عنه من ضل. وقال مجاهد: ﴿يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ﴾: يؤفَن عنه من أمِنَ. وقال الحسن البصري: يصرف عن هذا القرآن من كذب به.
وقوله: ﴿قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ﴾. قال مجاهد: الكذابون. قال: وهي مثل التي في عبس: ﴿قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ﴾ والخراصون الذين يقولون: لا نبعث. ولا يوقنون. وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ﴿قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ﴾، أي: لعن المرتابون.
وهكذا كان معاذ ﵁ يقول في خطبه: هلك المرتابون. وقال قتادة: ﴿الْخَرَّاصُونَ﴾ أهل الغرة [١] والظنون.
وقوله: ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ﴾. قال ابن عباس وغير واحد: في [٢] الكفر والشك غافلون لاهون.
﴿يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ﴾ وإنما يقولون هذا تكذيبها وعنادًا وشكًّا واستبعادًا. قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ﴾.
قال ابن عباس، ومجاهد، والحسن وغير واحد: ﴿يُفْتَنُونَ﴾: يعذبون كما يفتن الذهب على النار.
وقال جماعة [٣] آخرون كمجاهد أيضًا، وعكرمة، وإبراهيم النخَعي، وزيد بن أسلم، وسفيان الثوري: ﴿يُفْتَنُونَ﴾ يحرقون.
﴿ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ﴾، قال مجاهد: حريقكم. وقال غيره: عذابكم، ﴿هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ﴾ أي: يقال لهم ذلك تقريعًا وتوبيخًا وتحقيرًا وتصغيرًا.