مفصولة، والوقف عليها. ومنهم من حكى عن المصحف الإمام فيما ذكره [بن جرير][١] أنها متصلة بحين: (ولا تحين مناص). والمشهور الأول. ثم قرأ لجمهور بنصب ﴿حِينَ﴾، تقديره: وليس الحين حينَ مناص. ومنهم من جوز النصب بها، وأنشد:
يقول تعالى مخبرًا عن المشركين في تعجبهم من بعثه الرسول بشرًا، كما قال تعالى: ﴿أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَينَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَال الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ﴾، وقال هاهنا: ﴿وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ﴾ أي: بشر مثلهم، ﴿وَقَال الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (٤) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا﴾ أي: أزعم أن المعبود [٣] واحد لا إله إلا هو؟! أنكر المشركون ذلك -قَبَّحهم الله تعالى- وتعجبوا من ترك الشرك بالله، فإنهم كانوا قد تلقوا عن آبائهم عبادة الأوثان وَأشربته
[١]- ما بين المعكوفتين بياض في خ، ز. [٢]- في ز: "مسند". [٣]- بعده في ز، خ: إلهًا.