معلى بن منصور، عن حمَّاد بن زيد، حدَّثنا ثابت، عن أَنس بن مالك، قال: إن هذه الآية: ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ﴾ نزلت في شأن زينب بنت جحش، وزيد بن حارثة ﵄.
وقال ابن أبي حاتم (١١٨): حدَّثنا أبي، حدَّثنا علي بن هاشم بن مرزوق، حدَّثنا ابن عيينة، عن علي بن زيد بن جُدْعان، قال: سألني عليُّ بن الحسين ما يقول الحسن في قوله: ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ﴾؟ فذكرت له فقال: لا، ولكن الله أعلم نبيه أنَّها ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها، فلما أتاه زيد ليشكوها إليه قال:"اتَّقِ اللَّهَ وَأَمْسِكْ عَلَيكَ زَوْجَكَ". فقال: قد أخبرتك أني مُزَوِّجكها، وتخفي في نفسك ما الله مبديه. وهكذا روي عن السدي أنَّه قال نحو ذلك.
وقال ابن جرير (١١٩): حدثني إسحاق بن شاهين، حدثني خالد عن داود، عن عامر، عن عائشة ﵂ أنَّها قالت: لو كتم محمد ﷺ شيئًا مما أوحي إليه من كتاب الله لكتم: ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾.
وقوله: ﴿فَلَمَّا قَضَى زَيدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا﴾، الوطر: هو الحاجة والأرب، أي: لما فَرَغ منها وفارقها زَوّجناكها، وكان الذي وَلي تزويجها منه هو [١] الله ﷿ بمعنى: أنَّه أوحى إليه أن يدخل عليها بلا وليّ ولا مهر ولا عقد ولا شهود من البشر.
قال الإِمام أحمد (١٢٠): حدَّثنا هاشم -يعني: ابن القاسم- أَبو [٢] النضر، حدَّثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أَنس ﵁ قال: لما انقضت عدة زينب قال رسول الله ﷺ لزيد بن حارثة: "اذهب فاذكرها عليّ" فانطلق حتَّى أتاها وهي تُخَمّر عجينها، قال: فلما رأيتها عظمت في صدري، حتَّى ما أستطع أن أنظر إليها؛ أنّ
= أبي بكر المقدمي عن حمَّاد بن زيد به نحوه. (١١٨) - أخرجه الطبري (٢٢/ ١٣)، والبيهقي في الدلائل (٣/ ٤٦٦) من طريق سفيان بن عيينة به وليس فيه عند ابن جرير ذكر الحسن. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٥/ ٣٨٤) أيضًا إلى الحكيم الترمذي. (١١٩) - تفسير الطبري (٢٢/ ١٣)، وأخرجه أحمد في المسند (٦/ ٢٤١) ومسلم في الإيمان، حديث (١٧٧) (٢٢٨) من طريق داود به. (١٢٠) - المسند (٣/ ١٩٥)، وفيه حدَّثنا بهز، حدَّثنا هاشم قالا: حدَّثنا سليمان بن المغيرة به. وأخرجه مسلم في النكاح، حديث (١٤٢٨)، والنسائي في النكاح، باب: صلاة المرأة إذا خطبت واستخارتها ربها (٦/ ٧٩) وفي الكبرى (٥٣٩٩)، (١١٤١٠) من طريق سليمان بن المغيرة به.