ابن زيد بن ثابت، عن أبيه قال: لما نسخنا المصحف فَقَدْتُ آيةً من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله، ﷺ، يقرؤها، لم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري- الذي جعل رسول الله، ﷺ، شهادته بشهادة رجلين-: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ﴾.
انفرد به البخاري دون مسلم. وأخرجه أحمد في مسنده، والترمذي والنسائي -في التفسير من سننيهما- من حديث الزهري، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وقال البخاري أيضًا (٣٨): حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني أبي، عن ثُمَامَةَ، عن أنس بن مالك قال: نرى هذه الآية نزلت في أنس بن النضر: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ﴾. انفرد به البخاري من هذا الوجه، ولكن له شواهد من طرق أخر، قال الإِمام أحمد (٣٩):
حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا سليمان بي الغيرة، عن ثابت قال: قال أنس: عَمّي أنس بن النضر سُميت به، لم يشهد مع رسول الله، ﷺ، يوم بدر، فشق عليه وقال: أول مشهد شهده رسول الله، ﷺ، غُيبتُ عنه، لئن أراني الله مشهدًا فيما بعد مع رسول الله، ﷺ، لَيَرَيَنّ الله ما أصنع. قال: فهاب أن يقول غيرها، فشهد مع رسول الله، ﷺ، يوم [١] أحد، فاستقبل سعد بن معاذ فقال له أنس: يا أبا عمرو [٢]؛ أين؟ واهًا [٣] لريح الجنة أجده دون أحد! قال: فقاتلهم حتى قُتل، قال: فَوُجد في جسده بضع [٤] وثمانون من ضربة وطعنة ورمية، فقالت أخته - عمتى الربيعُ بنة النضر-: فما عرفت أخي إلا ببنانه. قال: فنزلت هذه الآية: ﴿رجال صدقوا ما
= وأطرافه عند البخاري في (٢٨٠٧، ٤٠٤٩، ٤٦٧٩، ٤٩٨٦، ٤٩٨٩، ٧١٩١، ٧٤٢٥)، وأخرجه أحمد (٥/ ١٨٨، ١٨٩) والترمذي في تفسير القرآن باب: ومن سورة التوبة، حديث (٣١٠٤)، والنسائي في التفسير (٤٢١) من طريق الزهري به. (٣٨) - صحيح البخاري في التفسير، باب ﴿فمنهم من قضى نحبه … ﴾ الحديث (٤٧٨٣). (٣٩) - المسند (٣/ ١٩٤)، وفيه قال أحمد: ثنا بهز وثنا هاشم قالا: ثنا سليمان بن المغيرة فذكره. وأخرجه مسلم في الإمارة، حديث (١٩٠١) من طرق عن هاشم بن القاسم له. وأخرجه مسلم في نفس الموضع، حديث (١٩٠٣)، والترمذي في التفسير، باب: "ومن سورة الأحزاب"، حديث (٣٢٠٠)، والنسائي في فضائل الصحابة (١٨٦)، وفي التفسير (٤٢٢) من طريق سليمان بن المغيرة به.