[قال][٢] سفيان بن عيينة، وعبد الله بن شداد: لما قدم الهدهد قال له الطير: ما خلفك، فقد نذر سليمان دمك! فقال: هل استثنى؟ فقالوا: نعم. قال: ﴿لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾، فقال: نجوت إذًا.
يقول تعالى: ﴿فَمَكَثَ﴾ الهدهد ﴿غَيرَ بَعِيدٍ﴾ أي: غاب زمانًا يسيرًا، ثم جاء فقال لسليمان: ﴿أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾، أي: اطلعت على ما لم تطلع عليه أنت ولا جنودك، ﴿وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإ بِنَبَإ يَقِينٍ﴾، أي: بخبر صدق حقّ يقين، وسبأ: هم حمير، وهم ملوك اليمن.
ثم قال: ﴿إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ﴾، قال الحسن البصري: وهي بلقيس بنت شَرَاحيل ملكة سبأ.
وقال قَتَادة: كانت أمها جنية، وكان مؤخر قدميها مثل حافر الدابة، من بيت مملكة. وقال زهير بن محمد: هي بلقيس بنت شَرَاحيل بن مالك بن الريان، وأمها فارعة الجنية.