حبيبه في النار، وأنها التي قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ﴾. وهذا إسناد صحيح ولم يخرجوه.
وقوله: ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾، قال ابن عباس، والحسن، وقتادة، والسدي، والربيع بن أنس: أئمة يقتدى بنا في الخير.
وقال غيرهم: هداةً مهتدين، [دعاةً][١] إلى الخير، فأحبوا أن تكون عبادتهم متصلة بعبادة أولادهم وذرياتهم، وأن يكون هداهم متعديًا إلى غيرهم بالنفع وذلك أكثر ثوابًا، وأحسن مآبًا، ولهذا ورد في صحيح مسلم (٤٥)، [عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله، ﷺ][٢]: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: من ولد صالح يدعو له، و [٣] علم ينتفع به من [٤] بعده، و [٥] صدقة جارية".
لما ذكر تعالى من أوصاف عباده المؤمنين ما ذكر من [٦] الصفات الجميلة، والأفعال والأقوال الجميلة- قال بعد ذلك كله: ﴿أُولَئِكَ﴾، أي: المتصفون بهذه ﴿يُجْزَوْنَ﴾، أي: يوم القيامة ﴿الْغُرْفَةَ﴾، وسط الجنة.
قال أبو جعفر الباقر، وسعيد بن جبير، والضحاك، والسدي: سميت بذلك لارتفاعها.
﴿بِمَا صَبَرُوا﴾، أي: على القيام بذلك، ﴿وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا﴾، أي: في الجنة ﴿تَحِيَّةً وَسَلَامًا﴾، أي: يبتَدَءُونَ [٧] فيها بالتحية والإكرام، ويُلقَّون التوقير [٨] والاحترام، فلهم السلام وعليهم السلام، فإن الملائكة يدخلون عليهم من كل باب، سلام عليكم بما صبرتم، فنعم عقبى الدار.
= وقد تكلموا فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح". (٤٥) صحيح مسلم حديث (١٦٣١).