وقد رُوي عن كعب الأحبار، ومجاهد، وأبي العالية، وغيرهم: لما خلق الله جنة عدن، وغرسها بيده، نظر إليها، وقال لها: تكلمي. فقالت: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾. قال كعب الأحبار: لِما أعد لهم من الكرامة فيها. وقال أبو العالية: فأنزل الله ذلك في كتابه.
وقد رُوي ذلك عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا، فقال أبو بكر البزار (٣): حدثنا محمَّد بن المثنى، حدثنا [أبو][١] المغيرة بن سلمة، حدثنا وهيب، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: خلق الله الجنة لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وغرسها، وقال لها تكلمي: فقالت: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾، فدخلتها الملائكة فقالت: طوبى لك، منزلَ الملوك!.
ثم قال (٤): وحدثنا بشر بن آدم، وحدثنا يونس بن عبيد الله العمري [٢]، حدثنا عدي بن الفضل، حدثنا الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، عن النبي ﷺ قال:"خلق الله الجنة لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وملاطها [٣] المسك". قال أبو بكر البزار [٤]: ورأيت في موضع آخر في هذا الحديث: "حائط الجنة لبنة ذهب، ولبنة
(٣) - الحديث في مختصر زوائد البزار حديث ٢٢٥٣ - (٢/ ٤٨٠). وإسناده هكذا: حدثنا محمَّد بن المثنى، ثنا الحجاج بن المنهال، ثنا حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي نصرة، عن أبي سعيد ﵁ فذكره. وأورده في كشف الأستار حديث ٣٥٠٥. وذكره في مجمع الزوائد (١٠/ ٣٩٧) وقال: رواه البزار مرفوعًا وموقوفًا، والطبراني في الأوسط إلا أنه قال: عن النبي ﷺ قال: "إن الله خلق جنة عدن بيده لبنة من ذهب، ولبنة من فضة" والباقي بنحوه. ورجال الموقوف رجال الصحيح، وأبو سعيد لا يقول هذا إلا بتوقف. (٤) - إسناده ضعيف - وهو في مختصر زوائد البزار حديث ٢٢٥٤ - (٢/ ٤٨٠). وكشف الأستار حديث ٣٥٠٨. ورواه الطبراني في الأوسط من حديث عثمان بن عمر الضبي، عن أبي عمر الضرير، عن عدي به [حديث ٣٧٠١ - (٤/ ٩٩)] وهو في مجمع البحرين حديث ٤٨٦٠. وقال: لم يرو هذا الحديث عن الجريري إلا عدي بن الفضل. وعدي بن الفضل: رُوي عن يحيى بن معين أنه قال: ضعيف، وقال مرة: ليس بشيء. وفي موضع آخر: سئل يحيى بن معين: يكتب حديثه؛ فقال: لا، ولا كرامة. وعنه: ليس بثقة. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: متروك الحديث، وترك أبو زرعة حديثه. وقال أبو داود: ضعيف. وقال في موضع آخر: لا يكتب حديثه. وقال النسائي: ليس بثقة.